Thursday, May 16, 2024

سودانا

 


رزيقي وجعلي يبقو نسابه
شمالي بيعشق الغرابه
نخلة تعانق الهاشابا
بدل الدوشكا والدبابه
من الحب نزرع غابه
نشوف زغاوي راد حمرية
شايقي يناسب الخالدية
مسيري بيرقص الصقريه
القمراوي يناسب الهلباويه
نعيش بي طيبة في السودان
وننبذ حتة القبلية
جعافرة ونوبة وبقارة
نقوم في دقة النقاره
والحساني يعشق بارا
دناقلة يسكنوا يملوا نيالا
محسي يميل مع الطمباره
نريد دارفور ونهوى شبابها
ونعشق بيئتها الخلابه
حلنقي يقالد البطحاني
ونعرض في غنى الربابه
وما نتعالى كلنا واحد
بنريد سودانا ربنا شاه

Sunday, May 12, 2024

جزيرة ساموا - السفر عبر الزمن

 

The two main islands of SamoaWhile Upolu and Savai'i are the two largest islands by area, Upolu is the most populous island in Samoa and home to Samoa's historical capital city of Apia. International visitors to Samoa will nearly always arrive at either Samoa's international airport or seaport on the island of Upolu.




الدولة اللي قفزت يوم من التاريخ : 🇼🇸 ساموا
الصورة ده فيها اكبر كنيسة في المحيط الهادي.. عادي مفيش مشكلة
السفينة اللي جمبها ده بقا هي السفينة الوحيدة اللي بتسافر عبر الزمن .. ازاي ؟
السفينة ده بتخدم ما بين جزيرتي الساموا .. الجزيرة اللي احنا فيها اسمها ساموا 🇼🇸 و الجزيرة اللي بتروحها اسمها ساموا الأمريكية .. مع ان المسافة بينهم اكتر من ١٠٠ كيلو متر بشوية الا ان التوقيت ما بينهم يفرق ٢٤ ساعة
في آخر سنة 2011، عملت دولة ساموا، اللي بتقع في جنوب المحيط الهادي، حاجة غريبة جدا! قررت الدولة دي، اللي عدد سكانها مش بيكمل 200 ألف حد، تتقدم يوم كامل في التاريخ.
ليه عملوا كده؟
كان السبب في القرار ده هو مكان ساموا شرق خط التاريخ الدولي. الخط ده، اللي بيمر على طول خط الطول 180 درجة، بيقسم الكرة الأرضية لنصين: نهار وليل. ساموا بتقع أقصى شرق الخط ده، فمعنى كده أنها متأخرة 24 ساعة كاملة عن جيرانها، زي أستراليا ونيوزيلندا.
التأخير ده كان بيسبب مشاكل اقتصادية لساموا، لأنها كانت بتضيع يومين من التداول التجاري كل أسبوع. ففي الوقت اللي جيرانها كانوا بيبدءوا أسبوع العمل يوم الاتنين، ساموا كانت لسه في يوم الأحد.
فهم عملوا إيه عشان يتقدموا يوم؟
عشان تحسن من وضعها الاقتصادي، قررت حكومة ساموا تنقل بلادها ناحية الغرب من خط التاريخ الدولي. وبتاريخ 29 ديسمبر 2011، نام أهل ساموا ليلة واحدة، وصحوا يوم 31 ديسمبر، مُتخطين يوم 30 ديسمبر خالص.



و بعدين حصل إيه؟
تغيير التاريخ ماكانش سهل خالص. فحكومة ساموا وضعت خطط دقيقة عشان تضمن إن كل حاجة تمشي كويس. شملت الخطط دي:
دفع رواتب الموظفين عن يوم 30 ديسمبر، على الرغم من أنه مش موجود.
إعفاء العملاء من دفع ثمن الخدمات اللي ما اتقدمش ليهم في 30 ديسمبر، زي إقامة الفنادق.
تغيير تواريخ كل المستندات الرسمية عشان تتوافق مع التاريخ الجديد.
نتيجة كده، مااتبقاش عند ساموا يوم 30 ديسمبر 2011. حَد ما اتولدش في اليوم ده، وما حصلش فيه أي أحداث تاريخية.
كان لقرار ساموا القفز يوم كامل تأثير إيجابي على اقتصادها. ساعدها القرار ده على تتوافق بشكل أفضل مع جيرانها من حيث ساعات العمل والتجارة. كمان جذب القرار ده انتباه العالم للدولة الصغيرة دي، وعزز من مكانتها على خريطة السياحة الدولية.
خلاصة الكلام
قصة ساموا قصة مُثيرة للاهتمام بتوضح كيف دولة صغيرة ممكن تُحدث تغيير كبير في حياتها بخطوة جريئة ومدروسة
من ساعتها اللي بيركب السفينة ده و يروح من جزيرة ساموا 🇼🇸 لساموا الامريكية ( اللي بتتبع لأمريكا )خلال ساعتين بيوصل بكرا و يرجع أمبارح

Saturday, May 11, 2024

الاضراب في كوكب اليابان

 


عندما قرر سائقو الحافلات العامة في " أوكاياما " اليابانية عمل إضراب ، لم يمتنعوا عن العمل كما هو متبع عادةً ..
أشتغلوا بنفس ساعات عملهم بشكل عادي جداً .. لكن الإختلاف الوحيد كان أنهم قاموا بتغطية ماكينات تحصيل الأجرة بقطع قماش بيضاء ، و رفضوا تحصيل الأجرة من الركاب ، و جعلوا الرحلات مجانية ، ليكون العقاب موجه للحكومة ، وليس للمواطنين ..

هذه واحد من الدول التي رسخت الاخلاق والتربية من زمان بعيد وجتهد على جعله منهج للحياة كوكب اليابان …!

Tuesday, May 7, 2024

الزعيمة زينب السوءانية

 

لست على ثقة في حجم الصدق في هذه المقالة ، ولكنني أجد كثير من محتوياتها متزامنة مع معلومات تاريخية ، والأمر ينتطلب بحث أعمق مع نزاهة وبدون الانفعالات المعتادة

بقلم : د. منى عبد الرحمن
باحثة حزائرية
الزعيمة زينب السوءانية .. اول راقصة في العالم
حررت عب يد العالم ب (البغا ء الأسو د)
اسست اول وكر Dعارة واول كباريه في مصر

في مسيرة الشعوب أبطال ورموز وطنية غيرت تاريخها .. لكن تبقى الزعيمة زينب السوءانية رمزا ومفخرة ليس فقط للشعب السوءاني .. بل للسوD في كل أنحاء العالم .. حيث يعود الفضل لها في تحرير العب يد .. وتحويلهم من حيو نات (في نظر البشر) الى آدميين على قدم المساواة مع باقي البشر.
مهما تحدثنا عن الراقصة زينب السوءانية .. لن نوفيها حقها ولن نحصر جهودها من أجل السوءانيين والعب يد في كل مكان .. لتظل (زينب) أعظم شخصية أنجبتها السوءان ورمز لكل السوءانيين والأفا رقة.
قصة الراقصة زينب السوءانية طويلة .. وتلخص تاريخ السوءان .. لكن بالتعريج على مقتطفات منها نكتشف حجم التضحيات والبطولات التي قدمتها زينب التي لا يعتبرها السوءانيين فقط اما مثالية لهم .. بل يعتبرونها زعيمتهم ومخلصتهم وقدوتهم وقائدتهم .
ولدت زينب في أم درمان سنة 1908 لأب قو اد يدعى (احمد بشير) وأم باغية لم يذكر التاريخ اسمها .. وكان أباها وامها عب يدا عند ضابط انجليزي قرر عتقهما لتنفيذ مهمة ما .. كشفت الايام بعد ذلك تفاصيلها.
كان والد زينب ذكيا وطموحا في نظر البعض .. أو مكلفا وموجها من قبل جهة خفية تحدد خطواته من وجهة نظر أخرى.. وسواء هذا ام ذاك فقد كانت خططه دقيقة ومدروسة وتحقق نجاحات باهرة
أسس احمد بشير بيت بغاء في أم درمان لينافس اوكار البغاء المنتشرة في طول السوءان وعرضها .. لكن الفرق هنا ان بشير وفر لزبائنه الأفا رقة نوع جديد من الباغيات غير متوفر في الأوكار الأخرى.. فالأخيرة كان يديرها المستعمرين ويقدمون فيها جواري وسلعة رخيصة للأفار قة .. أما ملهى أحمد بشير فقد جمع أجمل بنات السوءان وعلمهن اختراع جديد وعصري في وقتها يدعى (رقص التعري) .. وكان عبارة عن مزج بين الرقصات الافر يقية والأعرابية والأوربية .. تؤديها راقصات شبه عاريات .. فكان اختراع مزلزلا وقتها في عالم البغاء .. وجذب الزبائن من كل حدب وصوب .. مما سمح لبشير بالسيطرة على عرش الد عارة في السوءان .. وانتشرت اوكاره في كل القرى السوءانية
لم يكتف احمد بشير بتلك النجاحات التي حولته لأشهر واهم شخصية في السوءان .. فقرر (او تم اصدار الأوامر له) بالتوجه لمصر لتنفيذ المهمة الكبرى .. وكانت زوجة بشير قد هربت من عشيقها الاثيوبي .. فقرر استبدالها ببنته زينب التي كانت في ال12 من عمرها.
قافلة بشير لمصر حملت معها اكثر من 200 باغية سوءانية .. وبمجرد وصوله وجد التصاريح جاهزة وموقعة من مكتب المندوب السامي البريطاني شخصيا .. وفي منطقة كلوت بك بالقاهرة .. اسس بشير اول وكر بغاء في مصر .. وكان ذلك عام 1920 .. وفي اقل من عام حول بشير شارع كلوت بك لأكبر وكر بغاء بعشرات من بيوت الد عارة .. وظل يستورد مئات السوءانيات لتلبية احتياجات الزبائن .. ليحول القاهرة لمنافس قوي للسوءان في مجال البغاء.
لكن بشير واجه مشكلة كبيرة في بداية مشواره في مصر .. حيث كان المصريين يعتبرون السوءانيين (كائنات غير آدمية) لا يجوز الاقتراب بحميمية منها لما تحمله من امراض واشتهار بعدم النظافة .. وهنا لعب الرقص والخمر دورا كبيرا في تغيير نظرة المصريين للعب يد.. وبعد سكر الزبائن وخروجهم عن الوعي يتم اطلاق الباغيات السوءانيات عليهم .. فحينما يستفيقون ويكتشفون انهم لم يصابوا باذى ولم تنتقل لهم اية عدوى قاتلة من السوD .. تتغير الافكار الراسخة .. ويدمن الزبائن على البغاء واللذة المحرمة.
كان الرقص السوءاني والبغاء الاسوD حدثا كبيرا في مصر .. فلأول مرة ينفتح المجتمع المصري هذا الانفتاح الكبير .. الذي بدأ من خلال طابع فني جديد وغريب جذب الناس للتعرف عليه .. وفي اوكار الرقص يتم الايقاع باولئك الزبائن في براثن الرذيلة .. لتتحول من محرمات في المجتمع المصري الى وجهة لضعاف النفوس وصعيفي الايمان.
شجع هذا التحول بقية الأجناس مثل الشوام للادلاء بدلوهم في سوق الرقص والبغاء بمصر .. فباتت زينب السوءانية ورقصاتها العارية اشهر باغية في مصر .. لتدخل السوريتان بمبى كشر وبديعة مصابني لتنافساها .. الا ان الغلبة كانت في صالح البغاء الاسوD.
وتلقف اليهوD زينب السوءانية ليحولوها لشخصية عالمية .. ففتح لها المخرج اليهوDي توجو مزراحي ابواب السينما .. ليظهر الرقص لأول مرة في السينما المصرية من خلال فيلم (ليلة ممطرة) انتاج 1939 .. ليصبح الرقص تقليدا في كثير من الأفلام المصرية والعربية.. وتزامنا مع ذلك بات الجنود الانجليز زبائن رئيسيين في اوكار البغاء السوءانية بعد ان تغيرت نظرتهم للعب يد على غرار المصريين .. ومن هنا بدأت رحلة نضال زينب السوءانية العالمية.
سافرت زينب الى لندن رفقة العشرات من افضل الراقصات والباغيات السوءانيات تحت مسمى (فرقة الرقص الافر يقي) .. ومن لندن الى معظم المدن الاوروبية ..نجحت الباغيات السوءانيات في اقناع الشعوب الغربية أن السوD بشرا وليسوا حيوانات .. وأن النساء السوD يملكن امكانات في امتاع الغرائز لا يمتلكها البيض .. وذاعت شهرة الرقص الاسوD في العالم كله ووصلت لأمريكا .. ولاول مرة في التاريخ تحول السوD من سلعة رخيصة ومنبوذة الى مصدر لامتاع الغرائز المحرمة للبشر .
عادت زينب للسوءان فاستقبلها العب يد استقبال الفاتحين .. وأطلق عليها السوءانيين لقب (ام وزعيمة السوءانيين) .. وكانت زينب عند.حسن ظن شعبها بها .. فواصلت النضال في فراش الضباط الانجليز والمصريين الكبار في السوءان .. لتنجح في عتق واطلاق سراح الاف العب يد السوءانيين .. ولتؤسس لفكرة السوءان الحر .. لتنجح افكارها في التأثير على الشعب السوءاني في استفتاء تقرير المصير التي اجرته مصر عام 1956 .. والذي ادى لانفصال السوءان وتحوله لدولة مستقلة.. لتبق زينب خالدة في عقول وقلوب السوءانيين وشتى العب يد الذين تحرروا بفضل نضالها الكبير.

Monday, May 6, 2024

IT'S TIME FOR THE GYPSY'S

 

IT'S TIME FOR THE GYPSY'S
My Precious Friends,
"Leaving Hydrellez and Cocoa behind, I spoke about Gypsies/Romans, their beliefs and the little knowns of their subculture."
Hope you like it.
ERSU HIMSELF

Dear Friends,

In this work, I would like to share with you my favorite details and impressions about the Roma, the 'must-haves' of this land, about whom you hear and hear a lot in Edirne, our 'Capital of the Balkans' Serhad Province', which we make false and false comparisons and make judgments about, which I love very much and go to whenever I have the opportunity. . Let's take a quick tour with you in Edirne, Thrace and around the world, from 'Demeter Festivals' to 'Kakava', from 'Seeing Babafingo' to 'Seventy-Two and a Half Nation'. By the way, I would like to point out that I use the word 'Gypsy' instead of 'Roma' from time to time in my discourses, without any complexities, and that I briefly explain this distinction at the end of my article.

Preface
Actually, the focus of my article is the Kakava Festival held in Edirne every May . However, in order to explain these festivals properly, we must first look at the beliefs of humanity from a larger perspective. Because when we say Kakava , tracing the spring and fertility ceremonies spread across many different cultures and reaching out to other springs in different societies will make what we say more understandable.

Greek Mythology and Demeter Festivals
First, I would like to start with Demeter , the goddess of agriculture (harvest) , abundance and fertility in Greek Mythology . Frankly, we can go even further back in history, but let's leave the scene to a bitter love story without going off topic.

Especially during my travels in Anatolia and Italy , my narratives eventually come to a point where they intersect with Greek (and subsequently Roman) Mythology countless times. I think the Tunca River is one of the places where I think Greek Mythology mixes sweetly with Edirne. Come with a few sentences, let's remember this tragic scenario from thousands of years ago.

Our protagonist is Persephone , the beautiful daughter of Demeter , one of Zeus ' wives . Our story begins with Hades, the God of the Underground, whom no one wants to marry, falling in love with Persephone and making a treacherous plan with Zeus , kidnapping the girl underground and marrying her.

But while mother Demeter is searching for her daughter in pain, she learns about the intrigues from the Titan Helios , the lord of the sun, and leaves Olympos , the mountain of the immortal Gods, in anger and begins to live among people. With this departure, abundance ends all over the world, crops dry up, and famine and winter begin. I won't make it long, but those who intervened later ensured that Persephone came to earth to be with her mother during a certain part of the year. When this beautiful girl meets her mother, the Goddess of Fertility, spring comes, crops sprout, abundance and fertility begin. This is the origin of the Demeter (Spring) Festival, which has been celebrated in Greek culture and Anatolia for a long time .

Starting from Ruz-ı Hızır Hıdırellez
Demete r, of course, we cannot pass without mentioning Hıdırellez, which we celebrate as a seasonal holiday in Turkish culture, which I want to write about in detail in a separate work in order to return to our topic. As you know, Hızır Day is celebrated on May 6, known as 'Ruz-ı Hızır' and considered the day when Hızır and İlyas met on earth, with wishes of abundance and abundance as the herald of the beginning of spring. Kakava Festivals are also celebrated on the same dates within this framework.



Sunday, May 5, 2024

فقط دقيقة

 


في مدينة أوروبية كنت أقف منتظراً دوري أمام #شباك_التذاكر لأشتري بطاقة سفر بالحافلة إلى مدينة تبعد حوالي 330 كم.
وكانت أمامي سيدة ستينية تحول بيني وبين شباك التذاكر وطال حديثها مع الموظفة التي قالت لها في النهاية: الناس ينتظرون، أرجوكِ تنحّي جانباً !
فابتعدت المرأة خطوة واحدة لتفسح لي المجال، وقبل أن أشتري بطاقتي سألت الموظفة عن المشكلة، فقالت لي بأن هذه المرأة معها ثمن بطاقة السفر وليس معها #يورو_واحد قيمة بطاقة دخول المحطة، وتريد أن تنتظر الحافلة خارج المحطة وهذا ممنوع.
قلتُ لها: هذا يورو وأعطها البطاقة، وتراجعتُ قليلاً وأعطيتُ السيدة مجالاً لتعود إلى دورها بعد أن نادتها الموظفة مجدداً.
اشترت السيدة بطاقتها ووقفت جانباً وكأنها تنتظرني، فتوقعت أنها تريد أن تشكرني، إلا أنها لم تفعل، بل انتظرتْ لتطمئن إلى أنني اشتريت بطاقتي وسأتوجه إلى المحطة لركوب الحافله، وقالت لي بصيغة الأمر:
احمل هذه... وأشارت إلى حقيبتها.
كان الأمر غريباً جداً بالنسبة لي، فهؤلاء الناس الذين يتعاملون بلباقة ليس لها مثيل، كيف تتعامل معي هذه السيده بهذه الطريقة.
أنا بدوري وبدون تفكير حملت لها حقيبتها واتجهنا سوية إلى الحافلة. ومن الطبيعي أن يكون مقعدي بجانبها لأنها كانت قبلي تماماً في الدور. حاولت أن أجلس من جهة النافذة لأستمتع بمنظر تساقط الثلج الذي بدأ منذ ساعة وكأنه يقول وهو يمحو جميع ألوان الطبيعة معلناً بصمته الشديد: أنا الذي آتي لكم بالخير وأنا من يحق له السيادة الآن.
لكن السيدة منعتني من الجلوس بجانب النافذه وجلستْ هي من جهة النافذة دون أن تنطق بحرف واحد. فرحتُ أنظر أمامي ولا أعيرها اهتماماً، إلى أن التفتتْ إلي تنظر في وجهي وتحدق فيه، وطالت التفاتتها نحوي دون أن تنطق ببنت شفة وأنا أنظر أمامي، حتى إنني بدأت أتضايق من نظراتها التي لا أراها لكنني أشعر بها فالتفتُ إليها.
عندها تبسمتْ قائلة: كنت أختبر مدى #صبرك وتحملك !
صبري على ماذا ؟
على قلة ذوقي، أعرفُ تماماً بماذا كنتَ تفكر.
قلت لها: لا أظنك تعرفين بما كنت أفكر، وليس مهماً أن تعرفي !
قالت: حسناً، سأقول لك لاحقاً، لكن بالي مشغولٌ الآن بكيف سأرد لك الدين.
قلت لها: الأمر لا يستحق، لا تشغلي بالك.
قالت: عندي حاجة سأبيعها الآن وسأرد لك اليورو، فهل تشتريها أم أعرضها على غيرك ؟
قلت : هل تريدين أن أشتريها قبل أن أعرف ما هي؟
قالت : إنها #حكمة، أعطني يورو واحداً لأعطيك الحكمة.
قلت لها: وهل ستعيدين لي اليورو إن لم تعجبني الحكمة؟
قالت: لا.. فالكلام بعد أن تسمعه لا أستطيع استرجاعه، ثم إن اليورو الواحد يلزمني لأنني أريد أن أرد به دَيني.
أخرجتُ لها اليورو من جيبي ووضعته في يديها وأنا أنظر إلى تضاريس وجهها.
لا زالت عيناها تلمعان كبريق عيني شابة في مقتبل العمر، وأنفها الدقيق مع عينيها يخبرون عن ذكاء ثعلبي، مظهرها يدل على أنها سيدة متعلمة، لكنني لن أسألها عن شيء، أنا على يقين أنها ستحدثني عن نفسها فرحلتنا لا زالت في بدايتها، أغلقت أصابعها على هذه القطعة النقدية التي فرحت بها كما يفرح الأطفال عندما نعطيهم بعض النقود.
وقالت: أنا الآن متقاعدة، كنت أعمل مدرّسة لمادة #الفلسفة، جئت من مدينتي لأرافق إحدى صديقاتي إلى المطار. أنفقتُ كل ما كان معي وتركتُ ما يكفي لأعود إلى بيتي، إلا أن سائق التاكسي أحرجني وأخذ مني يورو واحدًا زيادة، فقلت في نفسي سأنتظر الحافلة خارج المحطة، ولم أكن أدري أن ذلك ممنوع.
أحببتُ أن أشكرك بطريقة أخرى بعدما رأيت شهامتك، حيث دفعت عني دون أن أطلب منك.
الموضوع ليس مادياً. ستقول لي بأن المبلغ بسيط، سأقول لك أنت سارعت بفعل الخير ودونما تفكير.
قاطعتُ المرأة مبتسماً: أتوقع بأنك ستحكي لي قصة حياتك، لكن أين البضاعة التي اشتريتُها منكِ ؟ أين الحكمة؟
قالت : " #فقط_دقيقة ".
قلت لها : سأنتظر دقيقة.
قالت لي : لا، لا، لا تنتظر.
" فقط دقيقة ".. هذه هي الحكمة !
قلت: لم افهم شيئاً !
قالت: لعلك تعتقد أنك تعرضتَ لعملية احتيال؟
قلت: ربما!
قالت: سأشرح لك الحكمة هي " فقط دقيقة "
لا تنسَ هذه الكلمة أبداً، في كل أمر تريد أن تتخذ فيه قراراً، عندما تفكر في أي مسأله في الحياة، وعندما تصل إلى لحظة اتخاذ القرار أعطِ نفسك "فقط دقيقه" دقيقة واحده إضافية، ستون ثانية لاغير.
هل تعلم كم من #المعلومات يستطيع #دماغك أن يعالج خلال
في هذه الدقيقة التي ستمنحها #لنفسك قبل #اتخاذ_قرارك قد تتغير أمور كثيرة ولكن بشرط واحد.
قلت: وما هو الشرط؟
قالت : أن #تتجرد عن #نوازع_نفسك، وتُودع في داخل دماغك وفي #صميم_قلبك جميع #القيم_الإنسانية و #المُثل_الأخلاقية دفعة واحدة وتعالجها #معالجة_موضوعية دون تحيز.
فمثلاً: إن كنت قد قررت بأنك صاحب حق وأن الآخر قد ظلمك، فخلال هذه الدقيقة وعندما تتجرد عن نوازع نفسك ربما تكتشف بأن الطرف الآخر لديه حق أيضاً، أو جزء من هذا الحق، وعندها قد تغير قرارك تجاهه.
إن كنت نويت أن تعاقب شخصاً ما، فإنك خلال هذه الدقيقة بإمكانك أن تجد له عذراً فتخفف عنه العقوبة أو تمتنع عن معاقبته وتسامحه نهائياً.
دقيقة واحدة بإمكانها أن تجعلك تعدل عن اتخاذ خطوة مصيرية في حياتك لطالما اعتقدت أنها هي الخطوة السليمة، في حين أنها قد تكون كارثية.
دقيقة واحدة ربما تجعلك أكثر #تمسكاً_بإنسانيتك وأكثر بعداً عن #أهوائك و #غرورك.
دقيقة واحدة قد #تغير_مجرى_حياتك وحياة غيرك، وإن كنت من #المسؤولين فإنها قد تغير مجرى حياة مجموعة كاملة من البشر!
هل تعلم أن كل ما شرحته لك عن الدقيقة الواحدة لم يستغرق أكثر من دقيقة واحدة؟
قلت لها: صحيح، وأنا قبلتُ برحابة صدر هذه الصفقة وحلال عليكِ اليورو.
بسطت يدها وقالت : تفضل، أنا الآن أردُّ لك الدين وأعيد لك ما دفعته عني عند شباك التذاكر. والآن أشكرك كل الشكر على ما فعلته لأجلي.
أعطتني اليورو، تبسمتُ في وجهها واستغرقت ابتسامتي أكثر من دقيقة. لأنتبه إلى نفسي وهي تأخذ رأسي بيدها وتقبل جبيني قائلة: هل تعلم أنه كان بالإمكان أن أنتظر ساعات دون حل لمشكلتي. فالآخرون لم يكونوا ليدروا ما هي مشكلتي، وأنا ما كنتُ لأستطيع أن أطلب اليورو من أحد!
قلت لها: حسناً، وماذا ستبيعيني لو أعطيتك مئة يورو؟
قالت : سأعتبره مهراً وسأقبل بك زوجاً!
علتْ ضحكاتُنا في الحافلة وأنا أُمثّلُ بأنني أريد النهوض ومغادرة مقعدي هربا وهي تمسك بيدي قائلة: اجلس فزوجي متمسك بي وليس له مزاج أن يموت قريباً!
وأنا أقول لها: " فقط دقيقة ".... " #فقط_دقيقة ".
لم أتوقع بأن الزمن سيمضي بسرعة، حتى إنني شعرت بنوع من الحزن عندما غادرتْ هي الحافلة عند وصولنا إلى مدينتها في منتصف الطريق تقريباً، وقبل ربع ساعة من وصولها حاولتْ أن تتصل من جوالها بابنها كي يأتي إلى المحطة ليأخذها، ثم التفتتْ إليّ قائلة: على ما يبدو أنه ليس عندي رصيد.
فأعطيتها جوالي لتتصل،
المفاجأة أنني بعد مغادرتها للحافلة بربع ساعة تقريباً استلمتُ رسالتين على الجوال، الأولى تفيد بأن هناك من دفع لي رصيداً بمبلغ يزيد عن 10 يورو.
والثانية منها تقول فيها: كان عندي رصيد في هاتفي لكنني احتلتُ عليك لأعرف رقم هاتفك فأجزيكَ على حسن فعلتك، إن شئت احتفظ برقمي، وإن زرت مدينتي فاعلم بأن لك فيها أمّاً ستستقبلك.
فرددتُ عليها برسالة قلت فيها: عندما نظرتُ إلى عينيك خطر ببالي أنها عيون ثعلبية، لكنني لم أجرؤ أن أقولها لك. أتمنى أن تجمعنا الأيام ثانية، أشكركِ على الحكمة واعلمي بأنني سأبيعها بمبلغ أكبر بكثير.
" فقط دقيقة " #حكمة #أهديها_لكم ، فمن يقبلها مني في زمن نهدر فيه الكثير من الساعات دون فائدة
بقلم / محمد عبد الوهاب جسري